كنيسة القديس مارقريوس أبو سيفين
تقع الكنيسة بشارع ابى سيفين بمصر القديمة، ويزعم المؤرخون أنها تأسست فى القرن السادس الميلادى وكرست على اسم القديس مارقريوس المعروف بأبى سيفين، وقد تعرضت هذه الكنيسة للهدم والتخريب فى القرن الثامن الميلادى ولم يبق من عمارتها القديمة سوى كنيسة صغيرة تقع فى الجانب البحرى على اسم القديسين يوحنا المعمدان ويعقوب المقطع، ولم تزل هياكلها تزين عقودها بحشوات خشبية أثرية منقوشة برسوم بارزة دقيقة الصنع عبارة عن أفرع نباتية وطيور وحيوانات وأسماك وهى ترجع غالباً الى العصر الفاطمى.
.وتذكر التقاليد أنه قد تم إعادة بناء الكنيسة الكبرى فى سنة 927م، ويذكر أبو صالح الأرمني أن الغوغاء هم الذين أضرموا النار فيها لكى يتمكنوا من نهب ما كان بها من أواني وأمتعة ثمينة. ولم ينج من الحريق إلا كنيسة صغيرة على اسم مارجرجس في أعلى الجناح القبلي (الجنوبى).
ومن الآثار الهامة الباقية في تلك الكنيسة مغارة مظلمة يمكن الوصول اليها بسلم صغير يقال أن القديس الأنبا برسوم العريان كان قد اتخذها مكان للعبادة مدة 25 عاماً، وهى رطبة نظراً لانخفاضها وكانت تغمرها المياه أيام فيضان النيل ولها مذبح قائم من الحجر، وكانت تقام في هيكله خدمة الكنيسة حيث يؤمها المرضى اعتقاداً منهم فى الشفاء، خصوصاً نظراً لقربها من المذبح الذي يحتمل أنه يضم رفات القديس المذكور أو شيئاً من آثاره.
وتمتاز هذه الكنيسة عن جميع الكنائس الأخرى بأنها تحتوى على أكبر عدد من الأيقونات القبطية الفريدة التى ترجع اغلبها الى عام 1491 -عام الشهداء(قبطياً)- الموافق 1775ميلادياً. وبعضها أقدم من ذلك.
وكان يوجد بها في مقدمة الصحن حاجز خشبي خاص بأماكن جلوس النساء ثم يليه حاجز آخر خاص بقسم الرجال، وكان يحوط قسم المرتلين ستار خشبي وصفه الدكتور "بتلر" أنه قطعة فريدة الصنع فى نقوش حشواته من الأبنوس وأنه جدير بالإعجاب، وقد أزيلت هذه الحواجز من أماكنها الآن والبعض انتقل إلى أجزاء أخرى من الكنيسة.
وقد تم تجديد هذه الكنيسة بمعرفة لجنة حفظ الآثار وتحت إشرافها وبالاشتراك مع البطريركية، وقد دونت تلك الأعمال والمبانى التى أقيمت. وقد بنيت الكنيسة من أكتاف ضخمة من المبانى لتحمل أسقفها نظراً لزوال ما كان فيها من أعمدة رخامية أو تحللها بسبب الحريق الذى انتابها من الفتن والثورات وما لحق بها من الخراب، كما تم تثبيت القباب التى تعلو الهياكل.